وتجسد جاس-39 غربين التزام السويد بتطوير حلول دفاعية متعددة الاستخدامات وفعالة من حيث التكلفة بإمكانيات وخبرات محلية. وقد صُنعت لتخلف أسطول الطائرات القديمة 35 Darken و 37 Viggen من حقبة الحرب الباردة.
ومقاتلة جاس-39 غربين هي أحد الأجيال المصممة لهذه الطائرة التي استطاعت أن تحقق مركزاً متقدماً بالنسبة للطائرات الأوروبية المقاتلة. وهي مزودة بمحرك Volvo RM12 يولّد طاقة تبلغ 97 كيلو نيوتن بسرعة قصوى 2 ماخ.
يبلغ ثمن الطائرة تقريباً من 30 إلى 60 مليون دولار لبعض النسخ، ولا تزيد تكلفة تشغيلها عن 5000 دولار للساعة؛ لذلك تعتبر من أرخص مقاتلات الجيل الرابع. وتُسوَّق على نطاق واسع كبديل لطائرة إف-35 الشبح الأمريكية متعددة المهام من شركة لوكهيد مارتن.
وعلى الرغم من أنها مصممة خصيصاً للقوات الجوية السويدية، إلا أن تعدد استخدامات جاس-39 غربين بالإضافة إلى انخفاض التكاليف التشغيلية وسهولة تشغيلها جعل المنصة تتمتع ببعض النجاح في سوق التصدير الدولي، حيث جذبت بشكل خاص اهتمام الدول الميزانيات الدفاعية المحدودة والقيود الاقتصادية، مثل البرازيل والمجر وجنوب أفريقيا.
ومنذ دخولها الخدمة في السويد لأول مرة، خضعت طائرة غربين لتحديثات متعددة مصممة لمواكبة التطورات في ظل التهديدات المتغيرة والمتطورة.
تُعد طائرة جاس-39 غربين إي/إف (JAS 39 Gripen E/F)، التي أحدث نسخة من طائرات غربين وتمثل قفزة كبيرة إلى الأمام من حيث القدرات مقارنةً بالنسخ السابقة.
تتضمن الطائرة جاس-39 غربين إي/إف محركاً نفاثاً أكثر قوة من انتاج شركة جنرال إلكتريك، وهو ما يمثل تعزيزاً لمدى الطائرة وسعة الحمولة. بالإضافة إلى ذلك، تتميز الطائرة الأحدث أيضًا بأنظمة حرب إلكترونية متطورة (EW) وتوافق محسّن مع أجهزة الاستشعار المختلفة.
وتتيح هذه التحسينات مجتمعةً للمقاتلة متعددة الأدوار مرونة عالية لمواجهة مجموعة متنوعة من التحديات. ولكن، على الرغم من هذه التحسينات، إلا أن غريبن، باعتبارها طائرة مقاتلة غير شبحية، تواجه صعوبات واضحة في مواجهة المقاتلات المتقدمة في مجال تكنولوجيا التخفي.
ومع ظهور تقنيات جديدة وتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنظمة الطائرات المسيرة، وبرامج مقاتلات الجيل السادس المتطورة ستتفوق في نهاية المطاف على قدرات طائرة غربين بشكل كبير، مما سيستلزم استبدالها بطائرة مقاتلة بديلة.
أبدت السويد اهتمامها بالتعاون مع مشاريع مقاتلات الجيل السادس الحالية مثل Tempest وكذلك مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS).
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت السويد مبادرة خاصة لتطوير طائرة شبحية من الجيل الخامس أطلقت عليه Flygsystem 2020، ومن المخطط انتاج أول نظام في وقت ما في العقد القادم. ومع ذلك، وبالنظر إلى توفر طائرات الجيل الخامس بالفعل - وعلى رأسها برنامج F-35 الذي تقوده الولايات المتحدة - بالإضافة إلى التقدم الذي تحرزه مختلف الدول الأوروبية الأخرى في مجال تطوير وتشغيل طائرات الجيل الخامس أو السادس، فلن يكون من المستغرب أن تختار السويد الانضمام إلى مشروع موجود بالفعل بدلاً من الإعتماد على نفسها، نظراً للتكلفة والتحديات التكنولوجية الكامنة في تصميم المقاتلات الشبحية.
يبدو أنه من غير المرجح في حقبة تتسم بموقف روسيا الانتقامي وموقف السياسة الخارجية العدواني من الصين أن تستمر طائرة جاس-39 غربين في الحفاظ على أهميتها، بالنظر إلى التقدم الذي تحرزه هاتان الدولتان في تكنولوجيا التخفي وقدرات الدفاع الجوي.
وبدلاً من ذلك، من المرجح أن تظل غربين قيد الإنتاج لطرحها في الأسواق الخارجية للقوات الجوية التي تهدف إلى مواجهة المنافسين الإقليميين بدلاً من القوى الطامحة إلى التفوق العالمي.





