اتهامات باستخدام صواريخ روسية
زعمت مصادر من التحقيق الأذربيجاني أن الطائرة أصيبت بصاروخ من منظومة دفاع جوي روسية من طراز "بانتسير-إس". كما أفادت بأن أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية عطّلت اتصالات الطائرة أثناء اقترابها من جروزني. مسؤول أمريكي أشار إلى وجود مؤشرات مبكرة على تورط الدفاعات الجوية الروسية، فيما دعت كندا إلى تحقيق شفاف وإقرار روسيا بالنتائج.
وأظهرت صور الحطام أضرارًا بشظايا في ذيل الطائرة، مما عزز الشكوك حول هجوم خارجي. ولفت خبراء في أمن الطيران إلى وجود تشويش على أنظمة "GPS" في المنطقة أثناء الرحلة، وهي تقنية تستخدمها روسيا لمواجهة الطائرات المسيرة الأوكرانية.
وقع الحادث بالتزامن مع نشاط مكثف للدفاعات الجوية الروسية، التي أسقطت 59 طائرة مسيرة أوكرانية في نفس اليوم. ولم يصدر أي تعليق رسمي من روسيا بشأن هذه المزاعم، بينما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ضرورة انتظار نتائج التحقيقات قبل استخلاص أي استنتاجات.
التسلسل الزمني من كازاخستان
قدم وزير النقل الكازاخستاني، مارات كاراباييف، تفاصيل دقيقة عن الحادث في مؤتمر صحفي بمدينة أكتاو. وأوضح أن مركز مراقبة الطيران في روستوف بروسيا أبلغ السلطات الكازاخستانية في الساعة 10:43 صباحًا بتوقيت كازاخستان أن طاقم الطائرة قرر تحويل مسارها إلى أكتاو بسبب سوء الأحوال الجوية في باكو وماخاتشكالا بداغستان.
بعد عشر دقائق، أفاد الطاقم بوقوع انفجار في خزان أكسجين داخل قمرة الركاب، مما تسبب بإصابات وفقدان الوعي بين الركاب. وتم تجهيز فرق الطوارئ فورًا في مطار أكتاو.
بحلول الساعة 11:02 صباحًا، اتصل الطاقم ببرج المراقبة في أكتاو لطلب هبوط اضطراري. وأعد المراقبون المدرج وأضاءوا الأنوار لمساعدة الطائرة. ومع ذلك، فشلت الطائرة في الحفاظ على الارتفاع والاستقرار أثناء محاولتين للهبوط. وفي الساعة 11:28 صباحًا، انقطع الاتصال مع الطائرة وتحطمت بالقرب من المطار.
شهادات الناجين وحطام الطائرة
أظهر مقطع فيديو صوره الركاب قبل التحطم سقوط أقنعة الأكسجين وارتداء الركاب لسترات النجاة. وتمكن الناجون، الذين أصيب بعضهم بجروح، من الخروج من الحطام. وأفاد بعضهم بفقدان مفاجئ للضغط داخل الطائرة وشعور بالارتباك.
كشفت صور موقع الحادث عن أضرار واسعة بالطائرة، بما في ذلك آثار شظايا على ذيلها. وأشار خبراء الطيران إلى أن هذه العلامات قد تشير إلى نيران مضادة للطائرات، على الرغم من عدم استبعاد أسباب أخرى مثل فشل هيكلي أو اصطدام بطيور.
السياق والتداعيات الأوسع
وقع الحادث وسط توترات مستمرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث تكون الدفاعات الجوية الروسية في حالة تأهب قصوى بسبب الهجمات بالطائرات المسيرة الأوكرانية. وأظهرت بيانات تتبع الطيران اضطرابات تتماشى مع التشويش الإلكتروني أثناء رحلة الطائرة فوق جنوب روسيا.
الحادث زاد التوترات بين أذربيجان وروسيا. ويتوقع المسؤولون الأذربيجانيون أن تعترف روسيا بدورها المحتمل في الكارثة، بينما أكدت كازاخستان التزامها بإجراء تحقيق شامل لكنها لم تؤكد أو تنفِ المزاعم المتعلقة بالصواريخ.
ردود الفعل الدولية
أعرب مسؤولين من الولايات المتحدة وكندا و الناتو عن قلقهم بشأن الحادث، ودعوا إلى تحقيق محايد. وفي الوقت ذاته، أصدرت منظمات أمن الطيران تحذيرات لشركات الطيران العاملة في المنطقة بشأن المخاطر الناجمة عن الأنشطة العسكرية المكثفة والحرب الإلكترونية.
ماذا بعد؟
مع استمرار التحقيقات من قبل أذربيجان وكازاخستان والجهات الدولية، يبقى الغموض يحيط بأسباب انحراف الطائرة عن مسارها وعبورها بحر قزوين. وتتابع الدول عن كثب الرد الروسي والنتائج النهائية للتحقيق، التي قد تكون لها تداعيات سياسية ودبلوماسية كبيرة.




