أكدت قيادة القوات الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن طائرتين مقاتلتين من طراز "إف-35 لايتنينغ 2" تابعتين للقوات الجوية الإيطالية أقلعتا من قاعدة أماري الجوية في إستونيا، اليوم، لاعتراض طائرات روسية اقتربت من المجال الجوي لحلف الناتو فوق بحر البلطيق.

وتأتي هذه المهمة، التي تعد الأولى من نوعها باستخدام طائرات الجيل الخامس الإيطالية في مثل هذه العمليات في بحر البلطيق، بعد أقل من 24 ساعة من قيام طائرات مجرية من طراز "غربين" بمهمة مماثلة.

ووفقًا لحلف الناتو، اعترضت الطائرات الإيطالية قاذفة قنابل روسية من طراز "سو-24" ومقاتلة من طراز "سو-27" كانتا تحلقان دون خطط طيران مسبقة ولم تستجيبا لإشارات الراديو وطلبات الاتصال، وهو نمط ربطه الحلف باختبار متعمد لدفاعاته الجوية. وكانت الطائرة "سو-27" تحمل شعارات مرتبطة بكتيبة متمركزة في مدينة كالينينغراد الروسية، مما يجعلها على مسافة قريبة من منطقة مراقبة المجال الجوي في بحر البلطيق.

يؤكد التدخل السريع لمقاتلات الناتو على ازدياد النشاط الجوي فوق بحر البلطيق، حيث يواجه طيارو الناتو طائرات روسية بشكل متكرر ودون أي اتصال في كثير من الأحيان. وتجبر هذه الرحلات الجوية طائرات الحلفاء على الاستجابة في وقت قصير، مما يضيف ضغطًا للحفاظ على الاستعداد المستمر.

بالنسبة لإيطاليا، أظهرت عملية الاعتراض أن طائراتها من طراز "إف-35" أصبحت الآن جزءًا من الجبهة الأمامية في مهمة حفظ الأمن الجوي للناتو، وذلك بفضل قدراتها الشبحية وأجهزة الاستشعار المتطورة وأنظمة الاستهداف على متنها.

وعلى الرغم من أن طائرات "إف-35" قد تم نشرها في أوروبا الشرقية من قبل، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استدعاؤها للعمل في منطقة بحر البلطيق. وتشير عمليات الإقلاع المتتالية للمقاتلات المجرية والإيطالية إلى ما يراه مسؤولو الناتو على أنه ارتفاع مستمر في النشاط الجوي الروسي، حيث يبدو أن موسكو تختبر سرعة رد فعل الحلف وتنسيقه.