كشف تقرير لوزارة الدفاع الألمانية أن فرنسا تعرقل تقدم مشروع "نظام القتال الجوي المستقبلي" (FCAS)، والذي يضم فرنسا وألمانيا وإسبانيا، من خلال مطالبتها بنسبة 80٪ من حصة الأعمال، أي الانفراد بقيادة المشروع.

وقد حذر المسؤولون الألمان من أن مثل هذه التنازلات من شأنها أن تضعف القدرات الفنية للطائرة المقاتلة المستقبلية والمشاركة الصناعية للشركاء الألمان، مما يعرض مشروع الدفاع الأوروبي الأكثر طموحًا للخطر.

وقالت الوزارة في تقريرها: ”إن فرنسا تصر على أن تكون لها القيادة الحصرية للمشروع، وتطالب بتنازلات كبيرة من جانبنا، بما في ذلك التنازل عن حقوق الملكية الفكرية“.

وستتم دراسة الخيارات المتاحة للتوصل إلى حل بحلول نهاية هذا العام قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، حسبما ذكرت الوزارة في تقريرها.

باكستان تؤكد صفقة لتصدير مقاتلات "جيه إف-17" الجديدة إلى "دولة صديقة"
باكستان تؤكد صفقة لتصدير مقاتلات "جيه إف-17" الجديدة إلى "دولة صديقة"
View

وأضاف التقرير أن الخلافات قد تعرض إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج للخطر. وتتمثل هذه المرحلة في تطوير نماذج صالحة للطيران، وهي خطوة مستهدفة بحلول نهاية العام ستشهد لأول مرة صرف مبلغ أكبر من المال.

تم الإعلان عن مشروع "نظام القتال الجوي المستقبلي"، الذي تقدر تكلفته بأكثر من 100 مليار يورو (117.07 مليار دولار)، لأول مرة في عام 2017 كمبادرة مشتركة بين فرنسا وألمانيا بهدف تطوير مقاتلة من الجيل القادم تحل محل طائرات "رافال" و "يوروفايتر" بحلول عام 2040. وفي عام 2019، انضمت إسبانيا رسميًا إلى البرنامج. تم الكشف عن أول نموذج عام للطائرة في "معرض باريس للطيران" في عام 2019.

توجد سبعة ركائز لتطوير نظام القتال الجوي المستقبلي، وتتمثل في "الطائرات، والمحركات، والمسيَّرات المساعدة (ريموت كارير)، والبنية السحابية القتالية، وتقنيات المحاكاة، وأجهزة الاستشعار، والقدرة على التخفي".

ومنذ البداية، واجه البرنامج توترات متكررة حول مسألة إدارته، حيث تم تعيين شركة "داسو للطيران" الفرنسية (Dassault Aviation) كمقاول رئيسي لبرنامج المقاتلات المأهولة، بينما كُلفت شركة "إيرباص للدفاع والفضاء" الألمانية (Airbus Defence and Space) بأدوار داعمة وقيادة مجالات أخرى مثل والمسيَّرات المساعدة (ريموت كارير) والبنية السحابية القتالية. بينما تم تعيين شركة "إندرا" الإسبانية (Indra) كشركة مسؤولة عن أجهزة الاستشعار والأنظمة الإلكترونية، حيث تعمل جنبًا إلى جنب مع شركة "تاليس" الفرنسية (Thales) وشركة "هينسولت" الألمانية (Hensoldt).

دعت شركة "إيرباص" مرارًا وتكرارًا إلى تقسيم أكثر توازنًا للمسؤوليات، بينما تصر شركة "داسو" على أن خبرتها مع طائرة "رافال" تبرر دورها القيادي. ومن شأن مطالبة فرنسا بحوالي 80 في المائة من المسؤوليات القيادية أن تقلل من حصة ألمانيا وإسبانيا في البرنامج، مما يقوض التوازن الثلاثي الأصلي.

ويتعارض هذا الجدول الزمني مع التصريحات السابقة التي أفادت بأن المستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفقا على محاولة إيجاد حل بحلول نهاية أغسطس عندما تجتمع الحكومتان للتشاور في تولون بفرنسا.

من المقرر أن يستقبل ماكرون ميرز يوم الخميس لتناول العشاء في مقر إقامته في بريغانكون على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على أن ينضم الوزراء إلى المحادثات يوم الجمعة في تولون القريبة.

وقال مسؤول في الحكومة الفرنسية للصحفيين في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن المحادثات ستتطرق إلى الاختلافات ”الطفيفة“ حول برنامج الطائرة المقاتلة، مضيفًا أن هناك إصرارًا قويًا من الجانبين على إنجاح المشروع.