تخوض شركتا "كاواساكي للصناعات الثقيلة" اليابانية و"تاوروس سيستمز" الألمانية المتخصصة في مجال الدفاع مباحثات أولية حول التعاون الفني في مجال محركات صواريخ الكروز، حسبما أفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن عدة مصادر مطلعة.
ووفقًا لـ"رويترز"، أعربت شركة "تاوروس" عن اهتمامها بمحرك "كاواساكي" التوربيني النفاث صغير الحجم والفعال من حيث استهلاك الوقود، والذي يجري تطويره حاليًا لاستخدامه في الجيل القادم من الصواريخ اليابانية المضادة للسفن. ويوصف المحرك بأنه أخف وزنًا وأكثر كفاءة من النماذج الحالية، ويوفر مدى أفضل ومرونة أكبر في التكامل مع تصميمات صواريخ الكروز المتطورة.
وفقًا للمصادر المطلعة على المحادثات، وقعت الشركتان مذكرة تفاهم في طوكيو خلال معرض DSEI Japan 2025 في مايو. تحدد مذكرة التفاهم إطارًا للتعاون المحتمل حول تحديث نظام صواريخ "تاوروس" الحالي، والتطوير المشترك لصواريخ كروز جديدة تُطلق من الجو.
تستخدم شركة "تاوروس سيستمز"، التي تتوافق صواريخها الجوالة مع طائرات مقاتلة مثل "تورنادو" و "إف-15"، حاليًا محركات من إنتاج شركة "وليامز إنترناشونال" الأمريكية. وتقول المصادر إن الشركة تبحث عن بدائل في إطار جهود أوروبية أوسع نطاقًا لتعزيز أداء الصواريخ واستقلالية سلسلة الإمداد.
وقال أحد المصادر لـ"رويترز" إن ”التعاون يمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة“، مشيراً إلى احتمالات مثل التطوير المشترك أو التعديلات المستقبلية على طرازات ”تاوروس“ الحالية. ومع ذلك، تظل صادرات المحركات حساسة في ظل القيود الحالية التي تفرضها اليابان على تصدير المعدات الدفاعية.
تفرض المبادئ الثلاثة لليابان بشأن تصدير المعدات والتكنولوجيا الدفاعية قيودًا صارمة على تصدير أنظمة الأسلحة الكاملة والمكونات الحساسة. وأوضح مصدر آخر أن تصدير المحركات بشكل مباشر سيكون صعبًا، لكن التطوير المشترك - بموجب ترخيص حكومي - يمكن أن يتم بشكل قانوني في إطار السياسات الحالية.
ورفضت شركة ”كاواساكي للصناعات الثقيلة“ التعليق على ذلك. كما قالت شركة ”إم بي دي أيه“، وهي مجموعة دفاع أوروبية تمتلك حصة في شركة "تاوروس"، إنها لا تملك أي تعليق في هذه المرحلة. وأشارت وكالة الاستحواذ والتكنولوجيا واللوجستيات اليابانية (ATLA) إلى أنها لا تعلق على مفاوضات المشاريع الفردية، لكنها شددت على أن ”أي عملية تصدير ستخضع لمراجعة صارمة بموجب المبادئ الثلاثة والمبادئ التوجيهية التشغيلية“.
محرك "كاواساكي"، الذي لا يزال قيد التطوير لبرنامج صواريخ الدفاع عن الجزر التابع لقوات الدفاع الذاتي اليابانية، هو عبارة عن محرك توربوفان صغير مُحسّن للعمليات طويلة المدى. تصفه مصادر يابانية بأنه يوفر مدى أطول وكفاءة أفضل من الطرز الحالية — وهو أداء أثار اهتمام مهندسي تاوروس.
صواريخ "تاوروس"
يتم تصنيع الصاروخ بواسطة شركة "تاوروس سيستمز" (Taurus Systems). وهو مشروع مشترك بين الشركة الألمانية التابعة لمجموعة الأسلحة الأوروبية "إم بي دي أيه" وشركة "ساب ديناميكس" السويدية.
يتم إطلاق الصاروخ الموجه الذي يبلغ طوله خمسة أمتار ويزن حوالي 1.4 طناً بواسطة الطائرات المقاتلة، ومن ثم - مدعومًا بمحرك نفاث - يتوجه تلقائيًا نحو هدفه المحدد مسبقاً على الأرض.
بسرعة تصل إلى 1170 كيلومتراً في الساعة، أي أقل بقليل من سرعة الصوت، تطير صواريخ "تاوروس" على ارتفاعات أقل من 50 متراً وقد تصل إلى حوالي 35 متراً فقط، وبالتالي يكاد يكون من المستحيل على أجهزة رادار العدو اكتشافها وضربها.
ويصل مدى الصاروخ إلى 500 كيلومتر، الأمر الذي يتيح للطيارين الاشتباك مع الأهداف من مسافة بعيدة، إذ ليس عليهم بالضرورة اختراق المجال الجوي للعدو لإطلاق صاروخ تاوروس. لكن من الممكن إعادة برمجة نظام السلاح بحيث يكون مداه محدوداً ويمكنه الطيران لمسافة 300 كيلومتر فقط، على سبيل المثال.
ويوجه الصاروخ نفسه من خلال البيانات الموجودة على الشاشة الرئيسية التي تعرض أيضاً الصور للأهداف كما يحمل أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء ويعمل بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي اس" (GPS).





