شهد العرض العسكري الضخم الذي تنظمه الصين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية في ساحة "تيانانمن" (الميدان السماوي) ظهور الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون معًا لأول مرة.

استعرضت الصين خلال هذا الحدث قوات جيش التحرير الشعبي الصيني وأحدث أنظمة الأسلحة وأكثرها تطوراً في البلاد.

بدأ الاستعراض في الساعة 9 صباحًا بالتوقيت المحلي في ميدان تيانانمن، وترأسه الرئيس شي جين بينغ. ألقى شي خطابًا أمام أكثر من 50 ألف شخص بميدان تيانانمن، قال فيه: "اليوم، تواجه البشرية خيار السلام أو الحرب، الحوار أو المواجهة. يقف الشعب الصيني بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ“. وارتدى زيًا على طراز ماو تسي تونغ في إشارة رمزية إلى دور الحزب الشيوعي في الحرب.

حضور قادة دوليين

استضاف شي أكثر من 25 قائدًا دوليًا أبرزهم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اللذان وقفا إلى جانبه على السجادة الحمراء. كما حضرت ابنة كيم، كيم جو آي، في ما وصف بأنه أول ظهور دولي لها.

كما حضر العرض رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، والرئيس المنغولي أوخناجين خوريلسوخ، والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم وغيرهم. ومن الجانب التركي  حضر وزيرا الخارجية هاكان فيدان والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، وسفير أنقرة لدى بكين سلجوق أونال.

عرض القدرات العسكرية

عرضت الصين مجموعة من الأسلحة من الجيل الجديد، بما في ذلك طائرات ومقاتلات من الجيل الرابع تحمل على حاملات الطائرات، ومركبات مضادة للطائرات دون طيار، وصواريخ متطورة، بما في ذلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.

كما شاركت جميع أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية المعروضة في العرض تم تصنيعها في الصين وهي بالفعل في الخدمة لدى القوات المسلحة للبلاد. من بين الأسلحة المعروض، دبابة 99A، التي تعد أحدث دبابة رئيسية في الصين، والتي تتميز بقدرات عالية في الحماية والقوة النارية والمناورة.

كما كشفت الصين لأول مرة النقاب عن قواتها الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية، باعتبارها "الثالوث" النووي، وذلك خلال العرض العسكري بمناسبة يوم النصر، اليوم الأربعاء. ويتألف "الثالوث" النووي من الصاروخ "جينغلي -1" بعيد المدى الذي يطلق من الجو، والصاروخ العابر للقارات من طراز "جيويلانغ -3" الذي يطلق من الغواصات، والصاروخ العابر للقارات من طراز "دونغفنغ -61" والصاروخ الجديد العابر للقارات من طراز "دونغفنغ -31" وكلاهما يطلق من منصات أرضية.

وشارك في الحدث أكثر من 10 آلاف جندي ومئات الطائرات والعربات العسكرية، حيث يعرض 45 تشكيلا عسكريا تمثل فروع القوات التقليدية والجديدة، بما في ذلك قوات حفظ السلام الصينية العاملة ضمن بعثات الأمم المتحدة.

السياق والخلفية

يصادف يوم النصر استسلام اليابان في 2 سبتمبر 1945. وفي عام 2014، أعلنت الحكومة الصينية يوم 3 سبتمبر يومًا رسميًا لإحياء الذكرى. ويعد هذا العرض الثاني من نوعه الذي تنظمه الصين إحياء لذكرى الانتصار على اليابان، بعد العرض الأول الذي أقيم في الذكرى السبعين عام 2015.

أما آخر عرض عسكري كبير في بكين فكان عام 2019، بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949.

تُعد المسيرات الصينية بمثابة تذكير بالخسائر الفادحة التي تكبدتها البلاد خلال الحرب - والتي تقدر بنحو 20 مليون قتيل - ودور الحزب الشيوعي في المقاومة. أقيم الحدث يوم الأربعاء وسط توترات جيوسياسية متصاعدة، بما في ذلك النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة وتعميق التعاون بين الصين وروسيا.