تعهد الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونغ، اليوم الأربعاء، ببناء جيش قوي يعتمد على نفسه لمواجهة المشهد الأمني المتغير بفعالية، معربًا عن ثقته في القوة العسكرية وصناعة الدفاع في كوريا الجنوبية.

ونقلت وكالة "يونهاب" عن لي في خطاب ألقاه بمناسبة اليوم السابع والسبعين للقوات المسلحة قوله: "علينا أن نتحرك نحو دفاع قوي ذاتي، قائم على فخرنا وثقتنا في قوتنا العسكرية".

وأضاف: "للاستجابة بفعالية للبيئة الأمنية المتغيرة، فإن الدفاع المعتمد على الذات أمر لا بد منه".

وقال لي "جمهورية كوريا دولة قوية، وتحتل المرتبة الخامسة عالميًا من حيث القوة العسكرية، إذ ينفق جيشها على الدفاع بما يزيد بمقدار 1.4 مرة عن الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الشمالية، وقوتنا الوطنية المتكاملة، اقتصاديًا وثقافيًا، تنافس أي دولة أخرى".

وكانت استعادة السيطرة على العمليات العسكرية في زمن الحرب، والتي ظلت تحت سيطرة القائد العسكري الأمريكي الأعلى في كوريا الجنوبية بعد الحرب الكورية 1950-1953، أحد أهم تعهدات لي الأمنية.

وأكد لي أن كوريا الجنوبية ستستعيد السيطرة على العمليات العسكرية لقواتها من الولايات المتحدة، وستقود وضعًا دفاعيًا مشتركًا قويًا مع واشنطن في حال استعادة قيادة العمليات العسكرية المخطط لها.

وقال لي: "ستقود جمهورية كوريا وضعًا دفاعيًا مشتركًا مع واشنطن من خلال استعادة السيطرة على العمليات العسكرية، استنادًا إلى التحالف الوثيق بين جمهورية كوريا والولايات المتحدة".

وأضاف: "إن وجود قدرة دفاعية مشتركة متينة وموقف قوي لن يجلب السلام والاستقرار إلى شبه الجزيرة الكورية فحسب، بل سيساهم أيضًا في استقرار المنطقة وازدهارها المشترك".

وقد سلمت كوريا الجنوبية القيادة العملياتية لقواتها إلى قيادة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة خلال الحرب الكورية. ثم نُقلت القيادة إلى قيادة القوات المشتركة للحلفاء عند إطلاقها عام 1978. وبينما ظلت القيادة العملياتية في زمن الحرب في أيدي الولايات المتحدة، استعادت كوريا الجنوبية قيادة العمليات العسكرية في زمن السلم عام 1994.

واستعرض مسؤولو الدفاع من كلا الجانبين مؤخرًا التقدم المحرز في شروط نقل القيادة، والتي تتطلب من سيئول ضمان القدرة على قيادة قدرات هجومية ودفاع جوي مشتركة وسط بيئة أمنية إقليمية داعمة.

لطالما كانت عملية الانتقال مسألةً عالقةً، حيث قدّمتها الحكومات السابقة أو أجّلتها استجابةً لتطورات التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.

وقال: "لدينا أيضًا علاقات قوية مع دول تتشارك معنا القيم، وتحالف متين بين جمهورية كوريا والولايات المتحدة، ورادع نووي موثوق قائم على هذه الشراكة". وأضاف: "لا يوجد سبب للشك في قوتنا الدفاعية الوطنية، ولا داعي للقلق".

ولمواجهة التهديدات في ساحات المعارك المستقبلية، استعرض لي خططًا لإعادة هيكلة الجيش ليصبح "قوات محترفة وذكية ونخبوية".

استثمارات وزيادة في ميزانية الدفاع

وأضاف الرئيس لي أن الحكومة ستخصص 66.3 تريليون وون (47.6 مليار دولار أمريكي) للدفاع في عام 2026، بزيادة قدرها 8.2% عن هذا العام، مع استثمارات أكبر في تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة والروبوتات.

كما تعهد لي بتوسيع دعم صناعة الدفاع كأصل استراتيجي ومحرك للنمو الاقتصادي، مع تحسين ظروف العمل وأفراد الخدمة.

اختتام فعاليات النسخة الـ 19 من معرض دبي للطيران
اختتام فعاليات النسخة الـ 19 من معرض دبي للطيران
View

وقال: "سنساعد الدفاع الكوري على النمو عالميًا من خلال تحويل المشهد الأمني العالمي سريع التغير إلى فرصة".

وأضاف أن الحكومة ستعزز شروط الخدمة العسكرية ونظام التعويضات لتحسين رفاهية الجنود ورفع معنوياتهم.

وفي أول حضور له في الاحتفال منذ توليه منصبه في يونيو، شدد لي على ضرورة قيام الجيش باستعادة ثقة الشعب التي اهتزت بسبب تورط بعض القادة في محاولة الرئيس السابق يون سيوك-يول الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي.

وقال: "بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس المسؤول عن المواطنين الكوريين، سأزيل بقايا الأحكام العرفية غير القانونية وسأعزز الإطار المؤسسي لإعادة بناء الجيش الذي يحمي الدستور والشعب".

وحثّ لي الجيش على الالتزام بواجبه في حماية البلاد والشعب بكل فخر واعتزاز.

وقال: "يجب على الجيش الذي وُضع لحماية الشعب ألا يُكرر توجيه بنادقه نحوه". "يحتاج الجيش إلى استعادة ثقة الشعب بسرعة والوفاء بواجباته ومسؤولياته على أكمل وجه".

المصدر: يونهاب