في خطوة نوعية لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، بدأت ألمانيا يوم الاثنين تسليم مدافع متطورة من طراز RCH 155، مما يعزز القدرات الدفاعية لكييف بشكل كبير.

وفي مراسم أقيمت بمدينة كاسل، صرّح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بأن هذه المدافع ستصل إلى أوكرانيا قبل حتى أن تدخل الخدمة في الجيش الألماني. وقال بيستوريوس:

"اليوم نوجه رسالة قوية جدًا إلى العالم، مع اقتراب دخول الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا عامها الرابع. رسالتنا واضحة: أوكرانيا يمكنها الاعتماد علينا، وألمانيا مستعدة لتحمل مسؤولياتها في أوروبا".

وأضاف بيستوريوس أن تسليم هذه الأسلحة يرمز إلى التزام ألمانيا الراسخ تجاه أمن واستقرار أوروبا، مشيرًا إلى أن الدعم العسكري لأوكرانيا يمثل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الردع العسكري في وجه التهديدات المستمرة.

دعم أوكرانيا في أصعب اللحظات

من جانبه، عبّر السفير الأوكراني لدى ألمانيا، أوليكسي ميكيف، عن امتنانه العميق للمساعدات الألمانية، مسلطًا الضوء على أهمية هذه الأسلحة في دعم الجهود الدفاعية الأوكرانية. وقال ميكيف:

"إن احتياجاتنا الدفاعية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. عندما نجلس يومًا ما على طاولة المفاوضات، سيكون من الضروري أن نحظى بتغطية أسلحة قوية من ألمانيا وأن تكون ألمانيا حليفًا موثوقًا إلى جانبنا".

تفاصيل برنامج التسليم

من المقرر أن تقوم شركة KNDS الألمانية للصناعات الدفاعية بتوريد 54 مدفعًا ذاتي التحكم من طراز RCH 155، على أن يتم تسليم أول 6 وحدات بحلول عام 2025. يتميز هذا النظام الحديث بدمج بين قوة النيران الهائلة والتنقل العالي، مما يجعله إضافة نوعية للقدرات العسكرية الأوكرانية.

وتم تصميم النظام على هيكل BOXER المدرع، ويضم مدفعًا رئيسيًا عيار 155 ملم قادرًا على استهداف أهداف على مدى يصل إلى 54 كيلومترًا. بالإضافة إلى ذلك، يوفر النظام مرونة تشغيلية عالية بفضل نظام إطلاق النار الآلي القادر على العمل في جميع الاتجاهات دون الحاجة إلى دعم خارجي.

دور ألمانيا في دعم أوكرانيا

مع بلوغ قيمة المساعدات العسكرية الألمانية الإجمالية 28 مليار يورو، تعد ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة. وتشمل هذه المساعدات أنظمة أسلحة متقدمة مثل دبابات Leopard 2 ومدافع Gepard المضادة للطائرات ومركبات Marder القتالية، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي مثل Patriot وIRIS-T.

وفي اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا الذي عقد في رامشتاين، أكد بيستوريوس أن ألمانيا ستواصل تقديم الدعم اللازم، مشددًا على أهمية التعاون الأوروبي لضمان استقرار أوكرانيا وحماية سيادتها.

تعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات الجيوسياسية

لم يقتصر الدعم الألماني على تسليم الأسلحة فقط، بل شمل أيضًا تعزيز التواجد العسكري على الجناح الشرقي للناتو. تخطط ألمانيا لنشر وحدات صواريخ Patriot وقوات من الجيش الألماني في بولندا لحماية مراكز الإمداد اللوجستية الأساسية لأوكرانيا.

وأشار بيستوريوس إلى أهمية هذه الخطوة، قائلاً:

"إن تعزيز أمن حلفائنا في الناتو هو جزء لا يتجزأ من التزامنا بالاستقرار الإقليمي. نحن ندرك أن أمن أوروبا يبدأ من خلال تعزيز قدراتنا الدفاعية المشتركة".

كما تناول الوزير المخاوف المتعلقة بالتغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أن ألمانيا عازمة على الحفاظ على دعمها لأوكرانيا بغض النظر عن أي تطورات دولية.

حول نظام RCH 155

يمثل نظام RCH 155 قفزة نوعية في مجال المدفعية الآلية الحديثة. ويتميز هذا النظام بقدرته على العمل بشكل مستقل تمامًا بفضل أنظمة التحكم النارية الآلية ونظام التوجيه الدقيق.

تشمل الميزات الرئيسية للنظام قدرته على استخدام الذخيرة القياسية لحلف الناتو، وتوفير حماية عالية ضد التهديدات الباليستية والمتفجرات، بالإضافة إلى إمكانية ترقيته مستقبلًا لأنظمة التشغيل الذاتية والملاحة الآلية.

هذه الصفات تجعل RCH 155 أحد أكثر أنظمة المدفعية تطورًا في العالم، مما يعزز قدرة أوكرانيا على مواجهة التحديات المتزايدة في ميدان المعركة.

التزام ألماني مستمر

تأتي هذه الخطوات ضمن استراتيجية ألمانية أوسع تهدف إلى تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية والتأكيد على أن برلين ستظل شريكًا رئيسيًا لكييف في مساعيها للحفاظ على سيادتها وأمنها.

ديفنس هير