نجحت وحدة “سكنك ووركس”، التابعة لشركة “لوكهيد مارتن”، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في إتمام أول طلعة جوية لطائرة "إكس-59" (X-59)، وهي طائرة ثورية فائقة السرعة وقليلة الضجيج صممت لتمهيد الطريق نحو السفر الجوي التجاري الأسرع من الصوت.
وتتميز الطائرة التي أتمت رحلتها في صحراء كاليفورنيا، بقدرتها على كسر حاجز الصوت، والتحليق بسرعة 1490 كيلومتراً في الساعة، على ارتفاع 55 ألف قدم، مع قدرة على خفض الضجيج، حيث ستعمل على تقليل أوقات السفر الطويلة بمقدار النصف.
وانطلقت الطائرة ذات الأنف الإبري من منشأة “سكنك ووركس”، لتحلق فوق الصحراء قبل أن تهبط بنجاح في قاعدة إدواردز الجوية بالقرب من مركز أرمسترونغ لأبحاث الطيران التابع لـ "ناسا"، بعد رحلة استمرت نحو ساعة. رافقت الطائرة خلال الرحلة طائرة تابعة لـ "ناسا" لضمان السلامة وجمع البيانات.
قال "أوجي سانشيز"، نائب الرئيس والمدير العام لوحدة “سكنك ووركس”: "نحن فخورون بهذا الإنجاز الذي يبرهن على ابتكار وخبرة فريقنا المشترك، ويمهد الطريق لمستقبل أسرع وأهدأ للطيران."
تتميز طائرة "إكس-59" بتصميمها الفريد؛ إذ يمتد أنفها الرفيع والمدبب ليشكل ثلث الطائرة تقريبًا، وهو ما يساعد على تفكيك موجات الصدمة وتقليل "الانفجار الصوتي" الذي كان يمثل العائق الأكبر أمام طيرانها قبل عقود.
ولأن تصميم الطائرة غير تقليدي، فإن قمرة القيادة تقع في منتصف جسم الطائرة ولا تحتوي على نافذة أمامية، بل تعتمد على نظام رؤية خارجية عالي الدقة يستخدم كاميرات 4K لعرض المشهد أمام الطيار.
وتخطط ناسا لاحقاً لتحليق الطائرة فوق عدد من المدن الأمريكية لجمع بيانات حول مستوى الضوضاء وردود فعل السكان، بهدف تقديمها إلى إدارة الطيران الفيدرالية لتحديث القوانين التي تحظر منذ خمسين عامًا الطيران الأسرع من الصوت فوق الأراضي الأمريكية.
📌نجاح أول طلعة جوية لطائرة "إكس-59"، وهي طائرة أسرع من الصوت وقليلة الضجيج صممت لتمهيد الطريق نحو السفر الجوي التجاري الأسرع من الصوت.@LockheedMartin , @NASA 🔗https://t.co/Wvj6TqJe4w pic.twitter.com/pxAviiC6IT
— Defensehere عربى (@defensehere_ar) October 30, 2025
طائرة "إكس-59" الأسرع من الصوت
قادت شركة "سكنك ووركس" تصميم وبناء واختبار الطائرة "إكس-59" الأسرع من الصوت بالتعاون مع مشروع كويست التابع لوكالة "ناسا".
وتُعد طائرة "إكس-59" ثمرة جهود بحثية أجرتها وكالة "ناسا" واستمرت عقودا، بدءا من الطائرة "إكس-1″، التي كسرت حاجز الصوت أول مرة عام 1947، والتي مثلت بداية عصر الطيران الأسرع من الصوت.
وبدأ العمل فعليا على مشروع "طائرة إكس-59" عام 2016، حين قدمت شركة "لوكهيد مارتن" تصميما أوليا للطائرة، طورته بموجب عقد منحته إياها وكالة "ناسا". واستغرقت عملية تصميم وبناء الطائرة ست سنوات، ودعمت "ناسا" المشروع بـ 518 مليون دولار. وبلغ طول الطائرة 30 متراً.
تُعتبر "إكس- 59" طائرة تجريبية، فهي تتمتع بحجم صغير لا يرقى إلى حجم طائرة ركاب، لكن الغرض من إنتاجها هو تصنيع نموذج تجريبي وجمع البيانات المتعلقة بالضجيج الصادر عنه.





