أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، أن برلين وافقت على التفاوض مع تركيا بشأن التسليم المحتمل لمقاتلات "يوروفايتر"، في خطوة تعكس تطوراً لافتاً في موقف برلين من صفقة التسلح المعقدة.
وقال متحدث باسم الوزارة إن الحكومة الألمانية "استجابت بشكل إيجابي لطلب مبدئي من شركة إيرباص للتفاوض بشأن تسليم مقاتلات يوروفايتر لتركيا"، موضحاً أن هذه الطائرات تُستخدم في إطار "الدفاع المشترك ضمن حلف شمال الأطلسي".
وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول سيسافر إلى أنقرة يوم الجمعة لمناقشة الموضوع مع نظيره التركي هاكان فيدان.
وتسعى تركيا منذ أعوام إلى تحديث أسطولها الجوي بعدما واجهت صعوبات في الحصول على مقاتلات "إف-35" الأميركية بسبب توترات مع واشنطن، ولا سيما بعد شرائها منظومة "إس-400" الروسية.
تجري تركيا محادثات لشراء مقاتلات “يوروفايتر” منذ عام 2023، حيث تسعى أنقرة لاقتناء 40 طائرة من هذا الطراز لتعزيز قدراتها الجوية.
وتنتج هذه المقاتلات بواسطة تحالف أوروبي يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، ويمثله كل من شركات "إيرباص" و"بي أيه إي سيستمز" و"ليوناردو".
الأهمية الاستراتيجية لصفقة مقاتلات “يوروفايتر”
تأتي الصفقة في وقت حرج لاستراتيجية تركيا الدفاعية الجوية، فبعد استبعاد أنقرة من برنامج المقاتلة إف-35 الأمريكية في عام 2019 بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400، تواجه القوات الجوية التركية فجوة متزايدة في قدراتها.
يتقادم أسطول المقاتلات إف-16 التركي الحالي، وبينما طلبت أنقرة 40 مقاتلة إف-16 في من الولايات المتحدة، يظل التقدم بطيئا ومعقداً سياسياً.
في هذا السياق، تمثل مقاتلة "يوروفايتر" أكثر من مجرد صفقة شراء، بل حلاً استراتيجياً مؤقتاً يعزز قدرة تركيا على الردع.





