تعمل شركة لوكهيد مارتن، الشركة الأمريكية المتخصصة في الحلول الدفاعية، على توسيع نطاق تعاونها مع حلفائها الأوروبيين لمواجهة التحديات الأمنية المتطورة.
تربط الشركة علاقات قديمة مع أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الأوروبية، مستعينةً برؤيتها للأمن في القرن الحادي والعشرين، والتي ترمي إلى تعزيز القدرات الدفاعية والقواعد الصناعية المحلية.
وقال تيم كاهيل، رئيس قسم الصواريخ وأنظمة مكافحة الحرائق في لوكهيد مارتن: "مع ارتفاع الطلب على قدراتنا التي أثبتت فعاليتها إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، فإننا نتوجه إلى شبكة من شركائنا في القطاع الصناعي الأوروبي لإنشاء سلاسل توريد محلية وتعزيز قدرات الدفاع المتكاملة."
وأضاف "تساهم هذه الشراكات الاستراتيجية والحيوية في ترجمة رؤيتنا الأمنية للقرن الحادي والعشرين إلى واقع ملموس، مما يمكّننا من توفير قدرات متطورة بشكل أسرع وبأسعار مناسبة".
وقّعت الشركة الأمريكية مؤخراُ مذكرة تفاهم مع شركة راينميتال الألمانية تنص على تطوير النظام الصاروخي والمدفعي المتنقّل (GMARS). يعتمد تصميم نظام GMARS على أنظمة هيمارس (HIMARS) الأمريكية والتي أثبت كفاءتها القتالية، وهو نظام مدفعية متنقل يوفر ضربات دقيقة وبعيدة المدى في جميع الأحوال الجوية. سيتم إنتاج هذا النظام الجديد في ألمانيا، وهو متوافق مع المنصات القياسية الاخرى لحلف الناتو.
وفي بولندا، هناك اتفاقية مع وزارة الدفاع البولندية تقضي بإنتاج 486 نظاماً من أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق من طراز HOMAR-A. وتتضمن هذه الأنظمة مكونات من أنظمة هيمارس يتم دمجها في شاحنات بولندية الصنع من طراز Jelcz سداسية الدفع، وهناك خطط اخرى لإنتاج عشرات الآلاف من الصواريخ والذخائر الصاروخية محلياً. كما تم توقيع اتفاقيات
وشهد معرض الدفاع البولندي MSPO مؤخراً توقيع اتفاقيات مع شركات بولندية، وستعمل هذه المبادرات على تعزيز قطاعي التصنيع الدفاعي في بولندا، وتعزيز قوة الردع الإقليمية لحلف الناتو.
وعلاوة على تعزيز القدرات الصاروخية في أوروبا، وقعت بولندا وهولندا اتفاقيات لشراء صواريخ المواجهة الجوية الأرضية المشتركة بعيدة المدى (JASSM-ER)، وذلك في إطار برنامج المبيعات العسكرية الخارجية الأمريكية (FMS). كما تدعم شركة لوكهيد مارتن أيضاً عمليات دمج صواريخ JASSM-ER على مقاتلات إف-35 لتعزيز قابلية التشغيل البيني للمشغلين الأوروبيين.
أما رومانيا فهي تعتبر الآن أول مركز لدعم أنظمة هيمارس في أوروبا، والذي افتتحته شركة لوكهيد مارتن في مايو، وتهدف هذه المنشأة إلى تحسين الجاهزية العملياتية للقوات البرية الرومانية وتقليل التكاليف في نفس الوقت.
وبالنظر إلى المستقبل، تعمل لوكهيد مارتن على تطوير كبسولة الاستهداف الشبكية (Sniper Networked Targeting Pod) لمقاتلات إف-16 الأمريكية ويوروفايتر الأوروبية. ستعزز هذه التكنولوجيا المبتكرة قابلية التشغيل البيني بين قوات الناتو من خلال إتاحة إمكانية التبادل الفوري للبيانات لتنسيق العمليات الدفاعية.
أما في مجال التقنيات فرط الصوتية، تبحث شركة لوكهيد مارتن إمكانية التعاون مع بريطانيا في إطار إتفاقية أوكوس الأمنية الموقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا. حيث أعربت الشركة عن استعدادها لمشاركة المعلومات وحقوق الملكية الفكرية لتقنياتها والمشاركة في تطوير قدرات عسكرية فرط صوتية، بشرط موافقة الحكومة الأمريكية.