أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، رسمياً المرحلة الأولى من نظام الدفاع الجوي المتكامل في تركيا "القبة الفولاذية"، والذي وصفه بلحظة فاصلة للدولة، وصناعتها الدفاعية.
وبحضور الرئيس التركي، جرى افتتاح منشآت جديدة لشركة "أسيلسان" للصناعات الدفاعية، إضافة إلى استلام المنظومات العسكرية، وسط اهتمام إعلامي واسع. وكشف أردوغان في كلمته عن ثلاث مبادرات رئيسية من شأنها تعزيز قدرات القوات المسلحة والارتقاء بالصناعات الدفاعية إلى مستوى جديد، أولاها مشروع "القبة الفولاذية"، ثانيها افتتاح 14 منشأة تابعة لشركة أسيلسان، وثالثها الإعلان عن "قاعدة أوغوز بيه التكنولوجية".
وقال أردوغان: "اليوم نسلّم أنظمة القبة الفولاذية المكونة من 47 مركبة بقيمة 460 مليون دولار للجيش، وندرك تماماً أنه لا يمكننا ترك أي شيء للصدفة، فلا يمكن لأي دولة لا تستطيع تطوير رادارها ونظامها الجوي وقدرات الحرب الإلكترونية الخاصة بها أن تواجه مستقبلها بثقة في ظل التحديات الأمنية الحالية".
واعتبر أن تركيا، رغم العقبات الكثيرة التي واجهتها، حققت تقدماً ملحوظاً في فترة وجيزة، مضيفاً أن عمليات التسليم اليوم خير دليل على أن الجهود لم تذهب سدى. وأكد أن تسليم نظام الدفاع الجوي بعيد المدى ومركباته العشر يمثل نقطة تحوّل في قدرات الدفاع الجوي لتركيا، فيما يعزز نظام الدفاع الجوي متوسط المدى "حصار" قوة الردع بشكل أكبر.
وشدد أردوغان على أن "نظام الحرب الإلكترونية سيرفع بلدنا إلى مستوى جديد في هذا المجال، وبالطبع لن نتوقف عند هذا الحد، وسنواصل تطوير وإضافة المزيد من الأنظمة ذات القدرات الجديدة إلى مخزوننا، ومع نظام القبة الفولاذية، سنصل الآن إلى مستوى جديد في الدفاع الجوي".
من جانبه، قال رئيس الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون إن "المركبات الدفاعية تظهر قوتنا الرادعة في قطاع الصناعات الدفاعية، وقد صمّم المهندسون هذه الأنظمة لتتجاوز معايير حلف شمال الأطلسي". وأوضح أن "افتتاح مرافق الإنتاج الجديدة سيزيد الطاقة الإنتاجية لشركة أسيلسان بنسبة 40%، وسيوفر 4 آلاف فرصة عمل، فيما ستكون قاعدة أوغوز بيه التكنولوجية مركزاً رائداً باستثمار إجمالي قدره 1.5 مليار دولار، وستؤمّن فرص عمل لـ8 آلاف شخص".
وتهدف "القبة الفولاذية" إلى الكشف المبكر عن عمليات القصف الموجهة ضد تركيا والتصدي لها بشكل مناسب، من خلال أنظمة إلكترونية ورادارات متعددة الطبقات وصواريخ محلية الصنع مختلفة المدى، في مشروع يضاهي ويتجاوز "القبة الحديدية" الإسرائيلية. وكان مشروع "القبة الفولاذية" قد أُقر في 6 أغسطس/ آب من العام الماضي، حين قررت اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية، برئاسة الرئيس أردوغان، تطويره لتعزيز أمن المجال الجوي التركي. ويجري تنفيذ المشروع بالتعاون بين شركات الصناعات الدفاعية التركية: أسيلسان، روكتسان، إم كي إي، ومعهد دراسات وتطوير الصناعات الدفاعية التابع لهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية.