اتفقت اليابان وبريطانيا وإيطاليا ضمنيًا على السماح للمملكة العربية السعودية بالانضمام إلى برنامج تطوير طائرة مقاتلة من الجيل القادم، بشرط أن يكون المشروع الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات قد انطلق بالفعل وأن يكون الشركاء قد توصلوا إلى اتفاق بشأن جميع النقاط العالقة، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بتبادل التكنولوجيا، وذلك حسبما أفادت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية اليوم الثلاثاء نقلاً عن مصادر مطلعة.
وأشار التقرير إلى أن هذا الوضع يعني أن الرياض وشركاء محتملين آخرين في المستقبل لن يتمكنوا من الانضمام إلى برنامج القتال الجوي العالمي، الذي يشار إليه اختصارا بالأحرف (GCAP)، إلا بعد توقيع المنظمة الحكومية الدولية لبرنامج القتال الجوي العالمي (GIGO) وشركة "إيدجوينج" (Edgewing)، وهي مشروع مشترك جديد أسسته شركات ”بي أيه إي سيستمز“ البريطانية و”ليوناردو“ الإيطالية وشركة صناعة الطائرات اليابانية "JAIEC"، على أول عقد دولي، وهو ما يُتوقع حدوثه بحلول نهاية هذا العام.
تم تأسيس شركة GIGO، التي افتتحت مقرها الرئيسي أمس الاثنين في مدينة ريدينغ البريطانية، من قبل حكومات البلدان الثلاثة العام الماضي لإدارة البرنامج، في حين تم إطلاق شركة "إيدجوينج" الشهر الماضي وستكون مسؤولة عن تصميم وتطوير المقاتلة.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله إنه ”لا يوجد ما يمنع انضمام السعودية إلى البرنامج، لكن علينا أولاً تحديد معايير معينة وتوضيح جميع النقاط“، وذلك بعد أن عقد وزراء دفاع الدول الشريكة في برنامج القتال الجوي العالمي اجتماعاً افتراضياً حول البرنامج يوم الاثنين.
وبحسب ما ورد، فقد تم تشجيع الرياض على اكتساب الخبرة والمعرفة الصناعية اللازمة أولاً من خلال شراء طائرات مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" وإنشاء خطوط تجميع لهذه الطائرات قبل الانضمام إلى برنامج مقاتلات الجيل السادس.
كما ورد أن عدة دول أخرى أبدت اهتمامها بالانضمام إلى المشروع، حيث ذكر المصدر أن هذه الدول تشمل ”دولتين أوروبيتين أخريين“ بالإضافة إلى دولة أخرى في الشرق الأوسط ودولة أخرى في آسيا.
وأشار التقرير الى ان الدور أو المساهمة الدقيقة التي يمكن أن تقدمها المملكة العربية السعودية أو أي شريك محتمل آخر في المستقبل، في حالة قبولها، لا تزال غير مؤكدة. لكن من الواضح أن أي توسع سيتطلب موافقة إجماعية من الدول المشاركة في البرنامج.
ومن المقرر أن تحل الطائرة المستقبلية من الجيل السادس، التي تمثل أول تعاون بين اليابان ودول أخرى غير الولايات المتحدة لتلبية متطلبات دفاعية رئيسية، محل طائرات "إف-2" القديمة التابعة لقوات الدفاع الجوي اليابانية، بالإضافة إلى طائرات "يوروفايتر" البريطانية والإيطالية. ومن المتوقع أن تدخل الوحدات الأولى الخدمة بحلول عام 2035.
مع اكتمال مرحلة التصميم المفاهيمي للطائرة، من المقرر أن ينتقل المشروع الآن إلى مراحل التصميم التفصيلي والتطوير، مع توقع إجراء أول رحلة تجريبية للطائرة في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.
ويبدو أن أعضاء البرنامج راضون بشكل عام عن التقدم المحرز حتى الآن، لكن مصادر تقول إن الأطراف المعنية لا تزال تعمل على تسوية الخلافات حول حقوق الملكية الفكرية وترددها في مشاركة التقنيات بالكامل.
وقد ظهرت المؤشرات الأولى على ذلك في أبريل، عندما اتهم وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو لندن بعدم مشاركة التقنيات بشكل كامل مع إيطاليا واليابان في مقابلة مع رويترز.
لم تظهر أي تفاصيل حول نوع التقنيات التي يقال إن البريطانيين يحجبونها، لكن صحيفة ”جابان تايمز“ اليابانية تدرك أن هذه القضايا مستمرة ويمكن أن تؤثر على سير المشروع ما لم يتم حلها في الوقت المناسب.
ومن غير الواضح إلى أي مدى سيؤثر ذلك على الموعد المقرر لبدء تشغيل الطائرة الجديدة الأسرع من الصوت في عام 2035.